تتكرر من فترة لأخرى حوادث باتت تندرج تحت ما يسمى الإساءة للإسلام والنيل من رموزه، ويقوم بهذه الأفعال أشخاص أو جماعات إما تعبيرا عن حقد أو استياء من المسلمين أو الارهاب الممارس تحت ادعاء الاسلام، وإما كسبيل للشهرة والمجد الزائف أو لإشغال عموم المسلمين عن قضايا حقيقية.
أسوأ ما يرافق أو يتبع هذه الحوادث هو ردات فعل المسلمين التي تكون آنية وغير مدروسة وتتطور أحيانا لحوادث فوضى. طبعاً من حق الناس التعبير عن غضبها من النيل من دينها وقرآنها ونبيها محمد صلى الله عليه وسلم لكن تلك الردود الغاضبة أحيانا تقوم بنشر القصة أكثر كما في حالات الرسام الدنماركي والقس الأمريكي ... إلخ
برأي الشخصي هناك نقطتان هامتان فيما يخص قضايا سخيفة كهذه:
أولاً: في الحقيقة هذه الأقعال من رسومات أو تدنيس للمصحف أو حرقه أو نشر معلومات خاطئة عن الاسلام لا تسيء للاسلام، الاسلام واضح ومحفوظ وأسمى من أن تؤثر أفعال كهذه عليه. ومن يريد الحق يبحث عنه ويجده. هذه الأفعال تسيء لصاحبها فحتى في القرآن والسنة تذكر حوادث مشابهة لبيان سوء فاعلها وعقابه في الآخرة والدنيا كما في قوله تعالى " إن شانئك هو الأبتر " وكما في قصة وضع أبي جهل لسلا الجزور على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم. وردود الفعل على هذه الأفعال يجب ألا تأخذ بعدا أكبر من حجمه.
ثانياً : إن أكبر إساءة للاسلام هي من المسلمين أنفسهم من خلال عدم التزامهم بالتعاليم الصحيحة للاسلام الحنيف وومن خلال سماحهم لانتشار الجهل المؤدي للتطرف ومن خلال تقصيرهم في أمر الدعوة إلى سبيل الله ونشر التعاليم الصحيحة والسامية للاسلام. لا بد من ردود أفعال ممنهجة وطويلة الأمد للتعامل مع الصورة النمطية المشوهة للاسلام التي تدفع بعض الجاهلين بحقيقة الاسلام إلى مهاجمته.
.
Comments
Post a Comment